ظمأ القلبُ عَاد رهنَ عذابهِ
حائرُ الخُطى باحِثاً عن شبابهِ
هو في وحشةِ الطريقِ وحيداً
يتوارى في خطوّهِ عن سرابهِ
عذّبتهُ المُنى وأعياهُ حرفٌ
لاحَ كالنصلِ في سطورِ كتابِهِ
أرهقتهُ السنين مرّت عليهِ
أسلمتهُ إلى صقيعِ ضبابهِ
أين وجد صبيبهُ أين أشواقه اللواتي ببابهِ
أين ما كان بالأمسِ منهُ
يبعثُ القطر منه شهي رضابهِ
كُل أحلامهُ تناءى سناها
وتخفّت بين الدُجى وثيابهِ
بين أضلاعه قصيدةُ حُزنٍ
منذُ ان طار ليلةً بصحابهِ
تركوهُ بين الجموعِ شريداً
يلعقُ اليأس من جحيمِ شرابهِ
كم مشى في الدروبِ يطوي مداها
دعا الرحمن ان يرُقّ لما بِهِ
كُل ما لاح في الشام وميضٌ
لُجّ عِشقاً في خفقهِ واضطرابهِ
وإذا نجدٌ لاح منها ضياءٌ
رفّ كالطيرِ والتوى بركابهِ
ظمأ القلبُ من حنينه واضحى
حائراً في رواحه وذهابهِ
حائراً ذاهلاً حزيناً مشوّقا
لغة الشوقِ في ظلال كتابهِ
علّ قلب بعد الوجومِ يسّر
بمرآةِ الضُحى قبيل اقترابهِ
إنما الشوقُ والحنين لهيبٌ
سيتطيّبُ العُشاق جمر عذابهِ