بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مدرسة ..... لكنها غير
[size=18]بقلم/توفيق حسن المحسن
إن الأخلاق الفاضلة أهم صفة يمتاز بها الإنسان، حيث تكسبه وسام شرف في جميع أدوار حياته وبعد مماته، وبها يبلغ أسمى مرتبة من الكمال التي يبلغها الإنسان. وقد اعتبر النبي صلى الله عليه وآله الأخلاق من أهم القيم التي تبنتها رسالته الخالدة، ولا غرو في ذلك وهو القائل: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)). ومكارم الأخلاق هي التي تدعو إلى الترابط والمحبة والتعاون وغيرها من المُثل الكريمة التي تستقيم بها الحياة.
أما الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم فهم مصابيح الإسلام، ودعاة العدل الاجتماعي، وهم امتداد لحياة جدهم الرسول صلى الله عليه وآله فقد تسلحوا بأخلاقه في هداية الناس واستقامتهم، ومن ثم فقد أجبروا بأخلاقهم العديد من الناس إلى الإقتداء بهم.
أما نحن فللأسف الشديد فلا نزال بعيدين كل البعد عن هذه الأخلاق التي وضعوها لنا عليهم السلام كقاعدة أساسية للتعامل مع الناس في سبيل نشر المحبة والتعاون والألفة. وقد أدى هذا الابتعاد إلى تمزق المجتمع وذلك بعد أن تركنا مبدأ التسامح، وحسن النية، ركضنا وراء الإشاعات التي تصدر من (جُهال الناس)، وبدأنا نبني تصوراتنا على مبدأ الشك والريبة من بعضنا البعض.
يقول المصطفى صلى الله عليه وآله: ((إنكم لن تسَعُوا الناس بأموالكم، فسَعوهم بأخلاقكم)) ويقول صلى الله عليه وآله: ((أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، وتوطأ رحالهم)). وفي وصية المصطفى صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: ((ياعلي: ثلاث من مكارم الأخلاق: تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك)).
مدرسة ... سامية تجعلنا نعيش في أكمل وجه من المحبة،
مدرسة ... تدعونا للترابط ونبذ الفرقة،
مدرسة ... تفوح منها أسمى آيات القدسية التي ترتفع بالإنسان إلى أعلى الرتب،
مدرسة ... لا تكلفنا شيء من المال والجهد من أجل أن نتبع دروسها،
مدرسة ... تحمل كل هذه الخيرات للبشرية، نتركها ونبحث عن مدارس الفتن التي تنخر في مجتمعاتنا من أجل الانتصار للذات،
مدرسة ... يرأسها أفضل خلق الله، نتركها ونجري خلف المدارس التي لا يرأسها إلا الشيطان، وتجر علينا الويلات والخسران.
فهل نفيق من غفلتنا قبل فوات الأوان؟.[/size][/center]